عبدو أحمد سالم يكتب : ” الرجل الذي كسر الأصنام “

صدقت فيما قلت دكتورنا و عميد إعلامنا الرياضي (محمد ولد الحسن) …

مما يؤسف له ويحز في النفس اننا أصبحنا في زمن ذاكرة جيله أشبه بذاكرة السمكة و الإنصاف فيه أقرب إلى الاجحاف و القدوة فيه شخوص (زيدانية) (انكيدية) من لاعقي الأحذية الغليظة وراقصي الصامبا في المواخير الحمراء و المقتاتين من امعائهم الخاوية حتى لا أقول من مؤخراتهم المتماهية مع مؤخرات قردة شامبانزي أكرمكم الله.

انتم وللاسف كان وجودكم في المكان والزمان الغير مناسبين لحجم التضحيات التي قدمتم لبلادكم و للإعلام الوطني والرياضي منه -خاصة- الذي ظللتم اوفياء له حتى اللحظة وأفنيتم في سبيله الغالي والنفيس و فوتم على انفسكم فرصة الصعود إلى القمة او الى رأس الجبل حيث كان الصراع بين القطط السمان و عرابي الإعلام في ذلك الوقت وكان الطريق سالكا أمامكم لكونكم الاكثر حظا وقدرة على الصعود على السلم حيث كنت الصحفي الموريتاني الوحيد الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الإعلام بالتلفزة الموريتانية في وقت كان أغلب من ينتسب إلى المؤسسة المرئية الوحيدة في البلد من بين الهواة أو المتسلقين عبر جدار المحسوبية والوجاهة و القرابة والرسائل المبثوثة من تحت الماء.

لقد كنت وفيا لمبادئك، منافحا عن قناعاتك ، صلبا أمام مايمليه عليك ضمير المهنة وشرفها..

كنت ومازلت ولازلت، جسورا في قول الحقيقة وتعرية الموميات التي اتخذها السامريون عجلا له خوار يسبحون بسمها ويتصيدون فتات موائدها المتورمة بالمال العابر للحدود ..

كنت للمسؤول -اللامسؤول- في الوسط الرياضي الذي كان حينها بلا أضواء كاشفة و لا أشعة سينية ولا وات ساب ولا فيس بوك او منصات ، كنت الجلاد و وسوط العذاب المسلط على فسادهم و أخطائهم حتى لا أقول خطيئاتهم وخطاياهم.

لم تجامل ولم تساوم ولم تهادن في نقل الحقيقة بأمانة الصحفي الشريف المهني الذي يتحرك بأسلحته النافذة في مربع العمليات وساحة الشرف حاملا ضميره بين عينيه بعزيمة الفارس المغوار الذي يموت واقفا شامخا ولايستسلم..

نعم …كلفك هذا الكم من الجسارة في قول الحقيقة ونقلها دون رتوش أو مكياج إلى المشاهد ، توقيف برنامج الشهير (الاسبوع الرياضي) بل وصل الأمر إلى قطع رزقك (الراتب الزهيد الذي كنت تتقاضاه ) بل أدهى واشنع وامر ، حين تم فصلك من العمل و الزج بك في غيابات الشارع دون أن يلتقطك بعض السيارة لكن بضمير نقي ويد نظيفة وتاريخ اكثر نصاعة من تاريخ من كانوا في مواجهتك.

ذاك الضمير غير النائم و تلك الجلدة و ذاك الصدق والمصداقية فيما كنت تكتب وتنشر وتقدم لمشاهديك في زمن الخبر فيه يولد من رحم ظلمات بعضها فوق بعض بسبب قلة المصادر وكثرة المصادرة …

ذاك الضمير و تلك الأنفة وذاك الشرف الرفيع الذي طوق تاريخك الناصع بالعزة و المجد و المعالي هو ماجعلك اليوم رمزا وعلامة مميزة في تاريخ إلاعلام موريتاني عامة والإعلام الرياضي بشكل خاص يجب أن يدرس للاجيال الحديثة حتى يرفع من نسبة هرمون المهنية لديها ويقضي على عوامل الشيخوخة المبكرة ومسببات مرض الزهايمر وفقدان الذاكرة السريع الذي أصبحت عرضة له …

ومهما حاول أعداء النجاح أن يحجبوا تضحياتك العظيمة وتاريخك المحفوف بالذهب و الياقوت الأحجار الكريمة فإنهم لن يكونوا إلا :

كَناطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً ليِوُهِنَها

فَلَمْ يَضِرّْها وأوْهى قَرْنَه الوعِلُ

ومن باب الإنصاف أطالب بإطلاق إسم الدكتور محمد ولد الحسن أطال الله في عمره على أحد الملاعب الشهيرة في العاصمة أو أحد الشوارع أو المعالم البارزة أو أحد كليات الجامعة فهو حقا فخر لهذا المنكب من الأرض ولهذه الأمة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى