سيدي محمد عبد الله… مدرب يعمل بصمت ويصنع النتائج

ب


في زمنٍ يكثر فيه الضجيج الإعلامي، يختار المدرب الموريتاني سيدي محمد عبد الله طريقًا مختلفًا، عنوانه العمل الجاد والنتائج الملموسة بعيدًا عن الأضواء. مدربٌ يفضّل أن تتحدث أرقامه بدلًا عنه، وأن يكون حضوره الحقيقي داخل الملعب لا أمام الكاميرات.

هذا الموسم، يواصل سيدي محمد عبد الله تقديم مستويات مميزة مع نادي الأمن المدني، حيث نجح في وضع الفريق ضمن دائرة المنافسة الجدية على البطولة، في إنجاز يعكس وضوح الرؤية الفنية، والانضباط التكتيكي، وحسن إدارة المجموعة.

ولم تكن هذه النجاحات وليدة الصدفة، بل هي امتداد لمسار تدريبي حافل. فقد سبق للمدرب سيدي محمد عبد الله أن حقق نتائج كبيرة مع مدرسة المرحوم ميني، حيث ساهم في تكوين لاعبين وترك بصمة واضحة على مستوى العمل القاعدي، مؤكدًا إيمانه بأن بناء كرة القدم يبدأ من الأساس.

كما يُحسب له إنجازه البارز بقيادته فريقًا من الميناء للصعود إلى دوري الدرجة الأولى، في تجربة جسدت قدرته على التعامل مع الظروف الصعبة، وتحفيز اللاعبين، وتحقيق الهدف رغم محدودية الإمكانيات.

ما يميز سيدي محمد عبد الله ليس فقط النتائج، بل شخصيته الهادئة، واعتماده على التخطيط والعمل اليومي، وابتعاده عن التصريحات والجدل، في وقت بات فيه النجاح غالبًا مرتبطًا بالظهور الإعلامي أكثر من المردود الفني.

إن ما يقدمه هذا المدرب هو رسالة واضحة مفادها أن العمل الصامت لا يعني الغياب، وأن كرة القدم الموريتانية تزخر بكفاءات وطنية قادرة على صناعة الفارق متى ما وُجدت الثقة والدعم.

ويبقى سيدي محمد عبد الله نموذجًا للمدرب الوطني الذي يستحق التقدير، ليس فقط على ما حققه، بل على ما يمكن أن يحققه مستقبلًا، إذا ما أُتيحت له الفرصة كاملة.


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى